تثبت لنا الايام يوماً بعد آخر ان فيض الرحمن سبحانه وتعالى علينا له أشكال وواجهات متعددة لا تعد ولا تحصى فهل من معتبر؟ فمع جائحة كرونا اكتشفنا ان كل الأمور الطبيعية الروتينية قبل الجائحة اصبح فعله امتياز ومنحة وهبة وان الحالات الاستثنائية السابقة أصبحت هي الروتين، فهل من معتبر؟
أما الان وتحديداً في جغرافيا العراق السياسية والمجتمعية وتحديداً في عراق التعقيد والتخندق والانسداد السياسي، فضروري ان لا ننسى فيض وجود شخص المرجع الاعلى السيد علي السيستاني بيننا. مراقبته ومتابعته وارشاداته وتوجيهاته لمجريات احداث العراق بتعقيداتها وغليانها السريع وانتكاساتها وافراحها وأحزانها المتعددة الاوجه تبقى محل احترام وتقدير واجلال الجميع داخل وخارج العراق.
البلاد تمر بمرحلة حرجة وتحتاج من الكل مراجعة ارشادات المرجع الاعلى ومحاولاته المتعددة لرسم خارطة طريق للخروج من هذه الأزمات، اذ ان زمن السيستاني غير زمن ما بعد السيستاني، فالمرجع البديل سيحتاج الى وقت وفريق واجواء تساعد بالإضافة الى تفهم دولي ووووو ونحن، كعراقيين، قد لا نملك هكذا متسع من الوقت او فرص للتعلم والمداراة، مدركين جيدا ان السيد السيستاني وليد ظروف خاصة وماهية نتاج صيرورة متميزة قد لا تتكرر بالسرعة المطلوبة.
من يا ترى سيسمع ويدرك الفرصة واهمية الزمن؟ والذين عليهم ان يتخذوا من السيد السيستاني معلّم يقتدى به، ويسترشدوا بقراراته ورؤاه الحكيمة؟ وعلينا الان ان ندرك ان الفرصة والزمن كالسيف ان لم تقطعه قطعك.
حفظ الله لنا السيد الشيخ الجليل واطال الله في عمره رحمة بالعباد والبلاد.