الان وقد فاز جوزيف بايدن بمنصب الرئاسة الامريكية علينا ان نعيد التذكير ان ماهو مطلوب عراقيا لكي يقرأ الرئيس الوضع العراقي خلاف صورة "المشروع" الذي طرحه ايام كان عضو مجلس الشيوخ في زمن ولاية بيل كلينتون وهو اعادة التئام "الحالة العراقية" من سلطة وقوى واحزاب وطريقة في ادارة الدولة وان يفهم ان العراق الذي كان يحتاج "التقسيم" إلى ثلاث ولايات قبل سنوات لم يعد كذلك وان السياسة الامريكية مدعوة إلى قراءة الاوضاع العراقية على خلفية احترام السيادة الوطنية بعد ان تحولت في زمن الجمهوريين ولمدة اربع سنوات إلى برميل نفط يحتاج كتيبة عسكرية امريكية لوضع اليد عليه وليس بلدا مستقلا!.
المطلوب ان تقدم القيادات السياسية العراقية برنامجا وطنيا شاملا يؤكد كفاءتها وقدرتها على ادارة الاوضاع العراقية وليست مجموعات سياسية متباعدة ومختلفة ومتبانية في النظر لموضوع السيادة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والرؤية إلى الاحتجاج الوطني!.
في الصورة يبدو الرئيس جوزيف بايدن إلى جانب مجموعة من الشخصيات الوطنية العراقية في الرمادي وكنت إلى جانب الشهيد عبد الستار ابو ريشة ايام تشكيل كتائب الصحوات لمواجهة خطر تنظيم القاعدة وكان بايدن عضو مجلس الشيوخ الأمريكي الساند لفكرة التاسيس والتشكيل والدعم وكان يرافقنا في جولة يوم كنت وزيرا للامن الوطني وقتها.
لم يكن بايدن مؤمنا بنظرية الفرنسي جان جاك روسو القائلة "ان المجتمعات الانسانية كلما كانت صغيرة كلما تمتعت بالاستقرار والرفاهية" لكنه في ذلك الوقت والاوضاع العراقية مضطربة على كافة المستويات والاصعدة اقر صعوبة استمرار العراق على ماهو عليه الان ومن الممكن ان ينزلق نحو الاقتتال والفوضى العسكرية وسقوطه في حضن المجموعات المسلحة لذلك كان لديه هذا التوجه الرامي تحويل العراق إلى ولايات ثلاث!.
هذا "الموضوع" لم يعد قائما في ذهنه بعد ان تخلص العراق من شبح التقسيم والاجتياح القاعدي الإرهابي وسقوط داعش ونموذجها بحرب التحرير التي قادها العراقيون!.
في الصورة كان العراق غير العراق اليوم ومن الممكن ان يكون الرئيس بايدن اليوم يحمل قناعات مختلفة عن العراق الذي يراه واحدا رغم شدة الانقسامات السياسية والخلافات الجوهرية في اسلوب وطريقة ادارة مصالحه وموارده الوطنية.
ان العراق في زمن بايدن العضو في مجلس الشيوخ وفي مرحلة صعود الارهاب والمجموعات المتوحشة مختلف تماما عن العراق في زمنه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية اذ قطع العراقيون شوطا مهما على طريق وحدته وسيادته الوطنية الناجزة.
املي ان يتعامل العراقيون مع المرحلة الامريكية ورئيسها الجديد بندية تعكس توق العراقيين إلى الشراكة مع واشنطن في التطوير والتنمية والتحول إلى الدولة النموذج في ظل دوامة الحديث عن اللادولة!.
الاولوية عراقيا ولكي نؤثر في الوضع الرئاسي الامريكي هي كيف نلملم الاوضاع العراقية ونقدم النموذج الوطني الرصين والمحصن من امراض التخندق الطائفي والقومي إلى عراق التعددية والديمقراطية.
املي ايضا ان تنطوي صفحات التحذير والانذار واللامبالاة التي اشتغلت عليها سياسة الرئيس السابق ترامب مع العراق وتتوقف التدخلات السافرة وتحل مكانها سياسة قائمة على الاحترام المتبادل ورعاية المصالح الوطنية انسجاما مع السياقات المتداولة في العلاقات الدولية.