تحل علينا هذه الايام الذكرى السنوية لقمع الكورد الفيليين من قبل النظام البعثي المقبور، فمنذ العام 1980، تمت عمليات المطاردة والاعتقال والاعدامات والمقابر الجماعية بحق عشرات الاف المواطنين من هذا المكون العراقي الأصيل بحجة التبعية لايران وان كانو ابناء هذا الوطن لاجيال طويلة، وامتلأت سجون البعث المقبور بخيرة شباب هذا المكون، وازهقت كثير من ارواح الكورد الفيليين لا لذنب ارتكبوه سوى لانهم وقعوا ضحية السياسات الشوفينية للبعث، التي لا تعرف غير الاقصاء والعنف والتعصب القبلي والقومي.
وقد جرت محاولة سلب وطنية هذا المكون حينما اُسقطت الجنسية العراقية عن اكثر من نصف مليون كوردي فيلي حسب القرار 666 الصادر عن مجلس قيادة الثورة المنحل سيء الصيت بتاريخ 1980/5/7. ليتم بعد ذلك تجريدهم من اوراقهم الرسمية، ومصادرة ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة، وسرقة حقوقهم بشكل علني وفي وسط النهار مع صمت دولي، في واحدة من ابشع الجرائم الانسانية والاقتصادية التي اُرتكبت بحق هذا المكون.
ونحن اليوم نستذكر تلك الفواجع التي تعرض لها هذا المكون، ونسترجع اهات الامهات المفجوعات على اولادهن، ونستذكر حرقة قلوب الاباء على ما بنوه من عوائل وحياة وسعي للعيش بكرامة وعزة، ليجدو انفسهم اما مطاردين على الحدود، او بين جدران الموت البعثي الشوفيني، نرى ان قضية الكورد الفيليين لم تأخذ مساحتها المطلوبة وان الحيف الذي شملهم لم يعالج بعد ونراها تسير نحو طي النسيان والاهمال، اذ يتم تسليط الضوء على ما عانوه من ظلم وحرمان وتجريد من اغلى ما يملكه المواطن، وهو الانتماء.
ولا يسعنا في هذا المقام، الا أن ندعوا بالرحمة والغفران لكل شهداء العراق من الكورد الفيليين واخريين، مدفوعين بالايمان العميق بأن هذا المكون الاصيل هو جزء من ديموغرافية ونسيجه الاجتماعي وتاريخ العراق وهويته، و احد بناته الاوفياء.
سلام على شبابنا الذي دفنوا في مقابر لم يعثر عليها، وعلى امهاتنا الذي انتظروا ابناهم لامد طويل فمنهم من غادرت الدنيا حزينه ومنهم من تنتظر شم عظام ابنها ولا تعرف له من قبر.
الرحمة والخلود لشهدائنا الفيليين ولشهداء العراق الابرار جميعاً
والسلام على الخالدين في القلوب والخالدين عند الله تعالى في جنات النعيم.