من الناحية النظرية - وخصوصا بعد نجاح قطر في استضافة المونديال - ليس هناك ما يمنع ان تضع الحكومة العراقية هدفا لها هو استضافة مونديال كأس العالم في احدى دوراته المقبلة.
قطر انفقت 10 مليار دولار لبناء 7 ملاعب جديدة وتحسين ملعب ثامن مبني اصلا.
بامكان العراق فعل الشيء نفسه: ملعب في بغداد وملاعب اخرى في البصرة والحلة والناصرية واربيل والسليمانية وكركوك والموصل (مثلا) واسناد ذلك لشركات دولية محترمة. هذه فرصة لبناء مطار جديد لبغداد (وتحسين المطارات الاخرى) والبدء - وربما اكمال - مشروع مؤجل ومهم مثل مترو بغداد وكذلك ميناء الفاو الكبير. وستكون فرصة لبناء وتحسين الفنادق العراقية وكذلك شبكة الطرق والجسور وخطوط السكك الحديد.
وهي فرصة للعمل بجدية لحل مشكلة الكهرباء ايضا. بالامكان تسمية هذا المشروع ( رؤية العراق 2030 ) مثلا.
الحكومة الان اطارية وليس هناك معارضة لا صدرية ولا تشرينية وليس هناك تهديد جدي من الارهاب. لو اتفق حكام العراق ولو لمرة في تاريخهم المخزي والبائس - على ان يتصرفوا ويفكروا كرجال دولة لتمكنوا من استغلال هذه الفرصة التاريخية. اضبطوا الامن بجدية - ولو مؤقتا - ودعوا الناس والمجتمع والاقتصاد يتنفسون. اسعار النفط في اعلى مستوياتها منذ سنوات وليس هناك مشاكل مالية كبرى تعرقل عمل الحكومة. هناك الكثير من الامور التي لا تحتاج الى مليارات من الدولارات ولا مشاريع ستراتيجية مثل تنظيف شوارع المدن العراقية من الازبال التي تملؤها وتجميل الشوارع والمعالم وخصوصا المهمة منها - كما حدث مع شارع المتنبي وساحة الامة مثلا. فكروا في المشروع على انه سيتحقق - بغض النظر ان تحققت الاستضافة ام لا. مليون سائح اجنبي يتعرفون على اثار الموصل وسامراء والناصرية والحلة ويزورون المدن المقدسة والاهوار وشارع الرشيد وجبال كوردستان ويعودون لبلدانهم ويصبحون سفراء مجانيين للسياحة في العراق... صدام حسين - رغم كرهنا الشديد له - ومن اجل تحقيق هدف استضافة قمة دول عدم الانحياز الذي لم يتحقق في النهاية - بنى سلسلة من الفنادق والطرق السريعة التي خدمت العراقيين فيما بعد لعقود...
مرة واحدة فكروا وتصرفوا كرجال دولة !