بعيدا عن التطرف قريبا من روح الرياضة

رياض محمد
24/12/2022

في مونديال قطر, شهدنا جدلا مريرا بين من اعتبر استضافة قطر للمونديال نجاحا تستحق الاشادة عليه - وقد كان فعلا نجاحا بما لايقبل الشك - وبين منتقدي قطر في الغرب الذين انتقدوا سجلها مع العمال الاجانب و رفضها القاطع لظهور اي اشارة ثقافية تعبر عن المثلية في المونديال واخرين من العرب ممن انتقد سجل قطر في دعم الجماعات المسلحة بما فيها القاعدة.
المشكلة ليست في وجود من يمتدح قطر او من يذمها. المشكلة الحقيقية هي في تحول هذا الجدل الى ما يشبه الحرب الشعواء والمغالاة الى حد السخف في التعبير عن المدح او الذم.
الامر نفسه تكرر في جدل هوية المغرب العربية ام الامازيغية الذي لا يحتاج منا للكثير من الوقت لنفهم ان المغرب عربي وهذا لا يمنع ان الامازيغية جزء من هوية المغرب ايضا.
وحتى في المنافسة بين معجبي ميسي ورونالدو وصل الامر الى مهاترات وسخافات لا تطاق. وتكرر ذلك بين معجبي ميسي ومبابي. 
الحقيقة واضحة وهي ان كل هؤلاء نجوم يمتعون جمهور كرة القدم لكن ما يقلل المتعة هو جمهورنا المتطرف الفاقد للعقل!
وحتى فرحة فوز الارجنتين وصلت بين الجمهور العربي الى حدود غير معقولة وغير مفهومة.
اليوم ندخل جدلا جديدا وبنفس الروح المتطرفة البعيدة عن الرياضة وقيمها.
هل يجب الترويج لكل ماهو جيد في البصرة والعراق عموما لانجاح خليجي 25 ام ان حال العراق المزري - وقد غرقت عاصمته بالامطار اليوم - لا يسمح بأي (تظاهر) فارغ بالنجاح؟
الحقيقة انني شخصيا مع الرأيين. من حق كل عراقي ان يسعى لانجاح خليجي 25 وان يسعد بهذا النجاح ان تحقق.
ومن حق كل عراقي ايضا يعيش في هذا البلد الفاشل في كل شيء ان يعبر عن رأيه وامتعاضه من الحكومة وتنظيم خليجي 25 لا يجب ان يكون سببا لتكميم الافواه.
ما يجب ان يتحقق هو ان يكف انصار كلا الرأيين من الطعن بالاخر وتخوينه وان يسمحا بحوار متحضر بينهما دون تطرف وشتم وذم يفسد ما تسعى اليه اي منافسة رياضية...