الهوس بكل ماهو ايراني

رياض محمد
09/01/2023

'لدى طيف واسع من العراقيين والعرب والاجانب امريكيين واسرائيليين وغيرهم نوع من الهوس المرضي بايران. ولهذا الهوس نوعان : 'الاول: اضفاء صفات شبه خارقة للايرانيين الى حد مثير للسخرية. الامثلة كثيرة منها المبالغة بالجمال الإيراني برغم أن الجمال في العديد من دول العالم ينافسه بل يتفوق عليه. كذلك تداول قصص ومعلومات عن مدى تقدم ايران العلمي والصناعي كدليل على (عبقرية) الفرد والمجتمع الايراني. بالتأكيد فأن الصناعة الايرانية الحالية افضل من قرينتها العراقية وربما افضل من اي صناعة في بلد عربي. لكن ايران مع ذلك ليست بلدا صناعيا من مستوى الدول الصناعية الكبرى. وان كانت المنتجات الايرانية تغرق اسواق العراق, فلا اظن انها قادرة على منافسة منتجات الصين وكوريا او دول اوروبا وشمال امريكا. 
هوس اخر يتعلق بالسينما الايرانية. وهي سينما لها حظور في مهرجانات السينما العالمية وتفوز افلامها بجوائز مهمة. مع ذلك - وهذا رأيي الشخصي كدارس للسينما - فأن الافلام الايرانية التي شاهدتها لم تعطني اي سببا لمشاهدة افلام ايرانية اخرى!
ومرة اخرى فان السينما الايرانية افضل من السينمات العربية - مع استثناء سينمات مصر وشمال افريقيا - لكنها ليست باية حال بمستوى السينما الايطالية مثلا. 
وفي الغرب وامريكا هناك هوس اخر بالناشطين والناشطات الايرانيات المعارضين للحكومة الايرانية. تقام لهم الندوات ويتحدثون فيها عن معاناتهم والرقابة وسجن الصحفيين...الخ.
مرة ثانية اجد ان ما تعرض له الصحفيين الايرانيين ليس شيئا مهما بالمقارنة مع الخسارة الفادحة التي تعرض لها الصحفيين العراقيين الذين خسرنا المئات منهم منذ عام 2003. وقد كان العراق ولا زال احد اخطر البيئات في العالم للصحافة وللصحفيين.
النوع الثاني من الهوس المرضي بايران يتمثل بإلقاء اللوم على ايران كونها تقف وراء التسبب بكل مشاكل العراق والشرق الاوسط والعالم والمبالغة ب (الخطر) الايراني وتصوير ايران على انها اشبه بالمانيا النازية!
المدهش في هذا الامر ان اغلب من يدعون انهم خبراء بالشأن الايراني لا يجيدون الفارسية بل ليس لهم علاقات مع ايرانيين - ربما باستثناء مجاهدي خلق وبقايا انصار الشاه او بعض الايرانيين المغتربين. وهكذا تصور ايران على انها سبب كل مشاكل العراق ولبنان واليمن وسوريا والسعودية والبحرين والامارات وافغانستان وتصل الامور الى امريكا اللاتينية ! وتصوير البرنامج النووي الايراني على انه على وشك تدمير الكرة الارضية ! اما الصواريخ فانها قادرة على الوصول الى القطب الشمالي !
وبينما اتفق ان لايران دور سلبي لا يختلف عليه اثنان في بعض اجزاء الشرق الاوسط, لكن اتهام ايران بانها وحدها مصدر كل (الشر) في الكون كله لايقل سذاجة عن النوع الاول من الهوس بجمال نساء ايران وتقدمها العلمي والسينمائي.
باختصار ايران دولة كبيرة في الشرق الاوسط ومتقدمة علميا ولها سياسات سلبية في المنطقة. 
لكنها تظل دولة عالم ثالث وبالتالي فهي ليست ندا للولايات المتحدة او روسيا او الصين او اي دولة عظمى اخرى...